-A +A
آسيا عبدالله آل الشيخ*

بعد بحثٍ وعملٍ استغرق أكثر من تسع سنوات، وجدت «المسؤولية الاجتماعية الشركات» جثة هامدة! دفعتني مشاعري في تلك اللحظة للبحث في أشيائها علي أجد ما كنت أبحث عنه في مضمونها وعن أدلة ترشدني لإكمال مسيرتي التنموية. ولحسن حظي وجدت بين الأوراق المتبعثرة «مذكرات المسؤولية الاجتماعية للشركات» فإليكم بعض المقتطفات والتي هي بمثابة أدلة حول هذه الواقعة:

«بعد وصولي إلى المملكة عام 2006، أقيم لي احتفال كبير، فقررت أن أتخذ لي مقرا لأبدأ حياتي العملية. لم تمر سوى بضعة أشهر حتى بدأت معاناتي. بالرغم من تجاهلي من أصحاب الشأن.. أجريت العديد من المقابلات الشخصية ولكن لم يفهمني أحد.. قام العديد بانتحال شخصيتي، خاصة تلك التي سميت «خدمة المجتمع» والتي أساءت إلى سمعتي وحدتني بأقسامٍ لا تمت إلي بصلة، وعندما حاولت أن أدافع عن نفسي جاء من أراد تملكي وتعرضت إلى محاولات عديدة للاعتداء فجاء من نادى باسمي ومن أطلق على شرفي الجوائز والمؤشرات. وبالرغم من ذلك تمكنت من المحافظة على حياتي والتسلل إلى قلب بعض الشركات حتى جاء ربيع الشركات السعودية والتي بدأت تهاجمني وتسائلني وتطلب مني ما لا أستطيع أن أقوم به دون مساعدة.. فطلبت مني الإدارات بسط سلطتي على كل أقسام الشركة لتكون مسؤولة على كل المستويات وذلك بالتزامن مع اقتضاب الميزانيات المجمدة في رصيدي.. فأضعفني الفقر وسوء التغذية.. وعندما عجزت أرسلوا من سلبني مقري ووضعني في غرفة نائية وزودني ببعض الماء والطعام. حتى جاءت الضربة القاضية بنبأ وصول «استدامة الشركات» إلى المملكة، فوجدتني كما نقول «مثل قلتي» ومن هنا قررت الانتحار».

مسكينة تلك المسؤولية التي لم تجد لها بيتا وسلبت قيمها ومضمونها.. تحية لمن استطاع أن «يملأ الفراغات» والتحية الأكبر لمن سيتمكن من إعطاء الحياة لـ «استدامة الشركات» ...



يتبع...

* خبيرة في التنمية

مستشار غير متفرغ في مجلس الشورى